نابلس، 24 تشرين الأول 2012: تفقد وزير الاقتصاد الوطني الدكتور جواد ناجي، برفقة وفد من رجال الأعمال الفلسطينيين، مرافق الشركة الوطنية لصناعة بروفيلات الألمنيوم- نابكو، حيث كان باستقباله والوفد المرافق، المدير العام للشركة المهندس عنان عنبتاوي.
وقام الدكتور ناجي بجولة في مرافق المصنع، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات نصار للحجر والرخام السيد نصار نصار، ورئيس مجلس إدارة “بال تريد” السيد عرفات أبو سنينة، وأعضاء مجلس هيئة إدارة “بال تريد” السيد منصور نصار، والسيد إياد جودة، والسيد إلياس العرجا، لمتابعة سير عجلة الإنتاج في المصنع، والإطلاع على المنتجات المتنوعة من الألمنيوم والبروفيلات التي يتم تصنيعها.
وأطلع المهندس عنبتاوي الوفد الضيف، على التقدم في مستوى صناعة بروفيلات الألمنيوم التي تقدمها نابكو، والتطور الحديث في خطوط الإنتاج، والأنظمة الجديدة التي تستخدمها الشركة، مقدما وصفا شاملا للجودة التي تستهدفها الشركة، التي تبدأ بإتباع أحدث النظم الإدارية واستقدام المعدات المتطورة، ويتعدى حدود جودة المنتج العالية إلى جودة البيئة، مع الحرص على توفير أعلى مستويات الصحة والسلامة العامة في بيئة العمل.
وأشاد د. ناجي بالتطور الكبير الذي طرأ على شركة نابكو، مؤكدا أن وزارته وبتوجيهات مباشرة من السيد الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض تعمل وبكل طاقتها لدعم ومساندة قطاع الصناعة الفلسطيني، وفتح كافة المجالات التي تساهم في تطويره وتنميته، من خلال أن يكون المنتج الوطني صاحب الامتياز في كافة العطاءات الحكومية.
وقال إن القطاع الصناعي في فلسطين من أهم القطاعات الحيوية التي يجب تركيز العمل على تطويرها وتفعيلها من خلال الاستثمار فيها، خاصة إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار أن هذا القطاع من القطاعات الاقتصادية الواعدة والتي شهدت عددا من المؤشرات الإيجابية خلال الأعوام الماضية، مساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص العمل.
في حين أكد المهندس عنبتاوي أن نابكو تضطلع بدور ريادي في القطاع الصناعي الفلسطيني، وذلك من خلال تطوير منتجات فلسطينية قادرة على المنافسة في السوق، وذلك بالرغم من كل المعيقات التي يفرضها الاحتلال، حيث حافظت نابكو على استمرار التطوير في كافة خطوط الإنتاج، والالتزام بجودة منتجاتها في جميع مراحل الإنتاج، وذلك باستخدام أجهزة ومواصفات قياسية لضمان ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك نابكو كادراً بشرياً يضم أكثر من200 موظف موزعين على كافة الدوائر وخطوط الإنتاج بخبرات فلسطينية محترفة.
وأضاف أن نابكو قامت بتطوير أنظمة ألمنيوم جديدة وعصرية مع كافة مستلزماتها من الإكسسوارات المسجلة في فلسطين وعدد من الدول المجاورة، حيث تتسم بحداثتها وشموليتها وقدرتها على تلبية كافة المتطلبات الهندسية المعاصرة، بالإضافة إلى دائرة هندسية متطورة قادرة على تقديم كافة الخدمات الهندسية المطلوبة مستخدمة أحدث البرامج المحوسبة لهذا الغرض.
وعقب الجولة التي قام بها الوفد في أقسام مصنع نابكو، ناقش المجتمعون عدة قضايا تخص الشركة والقطاع الصناعي بشكل عام، خاصة الصعوبات التي تواجه المنتج المحلي، من التصدير الخارجي، والوصول إلى سوق غزة الحبيب، إضافة لعدم وجود رقابة كافية على الواردات، حيث تدخل بضائع لا تطابق أي مواصفة عالمية دون وجود آليات ومختبرات وأجهزة فحص، وشدد المجتمعون على ضرورة إلزام البضائع المستوردة بإجراء فحوصات لإثبات مطابقتها أو عدم مطابقتها للمواصفة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، أشار د . جواد ناجي إلى أن المنشآت الصناعية المحلية لا تعمل بالطاقة الإنتاجية الكاملة بسبب ضعف حجم السوق المحلي، الأمر الذي أصبح ملحا لضرورة فتح أسواق خارجية لتمكين المنشآت بالعمل بالطاقة الإنتاجية الكاملة لها، إضافة للمعيقات الكبيرة التي تضعها إسرائيل أمام المصانع الفلسطينية، من عدم السماح باستيراد بعض المواد الخام لإكمال العمل وتطوير الإنتاج، كما حدث مع نابكو حيث أن خط الأكسدة مغلق بالكامل بقرار إسرائيلي.
وتطرق المجتمعون إلى أن إغلاق السوق الإسرائيلية أمام المنتجات الفلسطينية يشكل عقبة إضافية أمام المنتجات الفلسطينية، حيث يمنع إدخال منتجات فلسطينية إلى السوق الإسرائيلية، ومشكلتنا هناك هي شهادة التيكن، فالجانب الإسرائيلي لا يعترف بشهادة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، وهي قريبة جدا للمواصفة الإسرائيلية إن لم تكن مطابقة لها، بينما معابرنا مشرعة للصناعات والبضائع الإسرائيلية والعالمية.
وشددوا على ضرورة أن يتم دعم المنتج الفلسطيني من خلال إصدار قوانين تدعم المنتج الوطني وتلزم الجميع من مواطنين وحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص إلى استخدام المنتج المحلي، وتوصيف المنتج الوطني في العطاءات الحكومية في ظل غياب واضح لأولوية المنتج الوطني وكيف يتم فهم هذه الأولوية في العطاءات الحكومية، حيث دائما يوجد نص يقول المنتج المحلي أو ما يعادله، وهو ما يفسر على أن ذلك يجيز استخدام المحلي أو ما يعادله، وبالتالي يتم الاستغناء عن المحلي والاتجاه إلى ما يعادله لنواح تجارية دون النظر للجودة.
وفي نفس السياق، طالب عنبتاوي بفتح الأسواق الخارجية وأسواق غزة أمام المنتج المحلي، مؤكدا قدرة نابكو على غزو الأسواق العربية والمنافسة فيها، بالرهان على جودة وتميز منتجات نابكو، لولا أن عراقيل السياسة الإسرائيلية تقف في طريق هذا الانتشار، من خلال سيطرتها على المعابر الفلسطينية كاملة.
يذكر، أن نابكو تعتبر الشركة الوطنية الأولى التي تعمل في مجال تصنيع الألمنيوم والبروفيلات والإكسسوارات في فلسطين، وهي إحدى الشركات الثمانية التابعة للشركة العربية الفلسطينية للاستثمار المحدودة (أيبك)، والتي تضم أيضا شركة يونيبال للتجارة العامة، الشركة الفلسطينية للسيارات (هيونداي)، شركة التوريدات والخدمات الطبية، الشركة العربية الفلسطينية لمراكز التسوق (بلازا)، شركة سنيورة للصناعات الغذائية، وشركة يونيبال وسط وغرب إفريقيا، وشركة سكاي للدعاية والإعلان والعلاقات العامة وإدارة الأحداث.