قد تكون تجربة عمل النساء في مجموعة الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار (أيبك)، دليل على وجود بيئة عمل آمنة ومستقرة وخالية من التمييز، على الأقل هذا ما تقوله تجربة عاملات في هذه المؤسسة.
وتؤكد مديرة التسويق وتطوير الأعمال في ‘شركة يونيبال’ إحدى شركات المجموعة، إرينا قواس، أن النساء أثبتن جدارتهن في العمل، وأهمية وجودهن في العديد من المناصب.
وقالت ‘قد يكون هناك شركات تميز في تعاملها بين الرجل والمرأة، أو لا تفضل وصول المرأة إلى مناصب حساسة، إلا أن هذا الأمر لا يوجد في الشركة نهائيا، لأن المنافسة مهنية فقط، ومن يثب جدارته في العمل هو من يستحق الوصول إلى مناصب مختلفة‘.
وأضافت أنه لا يوجد فروق بين رواتب الرجال والنساء، فلكل درجة وقسم راتب مخصص ومعروف حسب الدرجة الوظيفية والقانون الداخلي للشركة، وهناك استقرار وظيفي وآمن للمرأة في الشركة، ولا يوجد أي فصل تعسفي اتخذ ضد أحد العاملات في الشركة.
هالة عثمان إحدى العاملات في مصنع سنيورة للصناعات الغذائية بالقدس تقول ‘إنها اكتسب احترام المجتمع لها كامرأة عاملة، لأنها تساعد زوجها في الأمور المالية في البيت‘.
وأضافت ‘الأشخاص الذين يتهمون المرأة بعدم قدرتها على إثبات نفسها وأنها ليست جديرة بأي عمل، هم أشخاص غير جديرين بالثقة ويغارون من المرأة‘.
وأوضحت عثمان أنها تعمل بخط الإنتاج في مصنع سنيورة بجانب زملائها الرجال منذ 13 عاما، وهم جميعا يحترمونها، ولا يوكلون إليها الأمور الصعبة، مشيرة إلى أن الإدارة تقدر عمل المرأة في الشركة والجميع يحصل على راتبه الذي يستحق دون تمييز بين رجل أو امرأة.
وتقول مديرة قسم العلاقات العامة في شركة سكاي، رانيا مرعي، إن ‘التميز لا يذهب بمجرد قانون أُقر من قبل الشركة أو الحكومة، فهو تعبير نمطي عن المجتمع، والمطلوب الآن العمل ضمن المجتمع لإنهاء هذه الظاهرة من جذورها، بتغير آراء المجتمع بالمرأة العاملة، وحقوقها الطبيعية لا أكثر‘.
وأضافت مرعي التي تعمل في الشركة منذ خمس سنوات ‘الشركة لا تحمل أي نوع من التمييز في التعامل بين المرأة والرجل، والقوانين الداخلية تسري على الجميع، والفروق تكون مهنية بحتة حيث يجب في النهاية إنجاز العمل بالشكل الصحيح، مع عدم النظر من قام به ذكرا أم أنثى‘.
وأشارت إلى أن صورة المرأة في البلد ما زالت تلك الإنسان الضعيف الذي لا يستطيع القيام بالعديد من الأمور، فكيف لها أن تقود مجموعة من الذكور في العمل.
وقالت مرعي إن الشباب في المكتب يحترمونني ويقدرون عملي، وذلك لأني أثبت نفسي في عملي جيدا، وأستشير زملائي بعدة أمور لأن عمل العلاقات العامة عمل جماعي بامتياز.
وأضافت أن هناك العديد من السيدات بين صناع القرار، منهن وزيرات، ومستشارات، ومديرات في شركات، وهن من يستطعن تغير الصورة الذهنية النمطية عند المجتمع بأن المرأة غير جديرة بالثقة، ذلك لأنهن حصلن على الثقة بوجوهن في مناصب عملهن، وعليهن البدء بهذا الطريق لفتح المجال للنساء بإثبات وجودهن في المجتمع ومواقع العمل.
وللإدراة رأي في عمل المرأة في الشركة، حيث قال رئيس العمليات في الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار (أيبك) علي العقاد، ‘إن وجود المرأة في القطاع الخاص أصبح ضروريا جدا، لأنها ذات خبرة واسعة وتستطيع إنجاز العمل بشكل سريع، وأثبتت جدارتها في عملها خلال السنوات العشر الماضية‘.
وأضاف أن شركة أيبك تهتم بالعنصر النسائي في الشركة، ولا يوجد تمييز بينها وبين الرجل في العمل، والمنافسة تكون بين الجميع على أساس مهني وتطوير العمل، والجميع يحصل على فرصته لإثبات نفسه في عمله’، مشيرا إلى أن الشركة ضمن بيئتها الداخلية أوجدت لنفسها قيما أساسية لتطوير العمل تركز على تمكين المرأة في مجموعة الشركات، لإثراء أي عمل نقوم به.
ورأى أن بناء بيئة داخلية تحفز وتكافئ الأداء السليم، وتحافظ على السلامة داخل العمل وفقاً لمعايير إدارية رفيعة، يعتبر من أهم مميزات عمل الشركة الداخلي.